
قال فرانشيسكو لانينو رئيس العمليات الإنسانية في منظمة “أنقذوا الأطفال” في السودان، والمتواجد حاليا في بورتسودان، إن “معظم سكان البلاد يعتبرون نازحين، بينهم ستة ملايين من الأطفال”.
أكد رئيس العمليات الإنسانية في منظمة “أنقذوا الأطفال” في السودان، فرانشيسكو لانينو، في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، في منتصف نيسان/ أبريل الجاري، أن السودان “يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، جراء الحرب الأهلية الدائرة، مشيراً إلى أن “ما يقرب من 13 مليون شخص هجروا ديارهم ونزحوا “، أي “معظم السكان”، وأنه “يوجد، بينهم أكثر من ستة ملايين طفل”.
“الضحايا الرئيسيون هم الأطفال، ونحن في منظمة (أنقذوا الأطفال)، نعمل على دعمهم، عند وصولهم بالآلاف إلى مخيمات النازحين التي نعمل بها”، هذا ما أكده رئيس العمليات الإنسانية في منظمة “أنقذوا الأطفال” في السودان.
وأشار لانينو إلى “وصول عدد من الأطفال قادمين من شمال دارفور، والفاشر مؤخراً”، بعد وقوع هجوم زمزم، أحد المخيمات الرئيسية للنازحين داخل البلاد، والذي “قتل فيه تسعة من العاملين في المجال الإنساني، جنبا إلى جنب مع مئات الأشخاص الآخرين”.
أعداد النازحين الهائلة بعد هجوم زمزم أكدته أيضا منظمة “أطباء بلا حدود”، التي قالت “بعد هجوم 11 نيسان/ أبريل على مخيم زمزم في السودان، فرّ نحو 24 ألف شخص إلى طويلة بحثا عن الأمان”، مضيفة أن فرقها “تتواجد لدعم الواصلين المنهكين والمصدومين”.
كما قال لانينو لوكالة الأنباء الإيطالية أنسا “نحن نعمل على استقبال جميع هؤلاء الأطفال وأسرهم الفارين من هذه الموجة الجديدة من الهجمات، وعندما يأتي الأطفال إلينا تكون عيونهم تائهة وحزينة ومكتئبة، عيون شهدت عنفا لا يوصف، بما في ذلك العنف الذي طالهم وطال أسرهم”. واستطرد المسؤول الإنساني قائلا “نحاول أن نمنحهم القليل من الأمل، من خلال الطعام، والحصول على الماء، ومكان آمن للنوم وقضاء الليل، وكذلك من خلال برامجنا الصحية والتغذية”.
وعن الهجوم الأخير في زمزم قالت “أنقذوا الأطفال”، أنه “قُتل أكثر من 300 مدني، بينهم أكثر من 20 طفلاً، في هجوم على مخيم زمزم. وشُرّد 70 ألف أسرة، نصفهم من الأطفال. وتُعدّ المساعدات الإنسانية العاجلة أمرا بالغ الأهمية لتوفير المأوى والغذاء والرعاية الطبية”.
وأكدت المنظمة الإنسانية أن “طفلاً واحداً يُجبر كل عشر ثوانٍ على الفرار من منزله في السودان منذ اندلاع النزاع قبل عامين”، وأضافت المنظمة التي يتواجد رئيس عملياتها في الأراضي السودانية أن “أكثر من 6.5 مليون نزحوا حتى الآن”، ولفتت إلى أن “ذلك يعتبر أكبر أزمة نزوح أطفال في العالم”.
وأوضح لانينو أنه كان في بورتسودان “لأن الخرطوم لم يعد من الممكن الوصول إليها”، على الرغم من “أننا نقيّم إمكانية العودة لمساعدة السكان” في العاصمة.
واعتبر لانينو أن في السودان “أزمة منسية لا تزال مستمرة منذ عامين بكل وحشيتها”، ولا تحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي تحظى به أوكرانيا أو غزة”.
وشدد على أنه “يجب على المجتمع الدولي أن يدفع باتجاه وقف فوري لإطلاق النار، لتمكين المنظمات الإنسانية، ومن بينها منظمة أنقذوا الأطفال، من مواصلة عملها، وكذلك للتحرك نحو السلام في البلاد”.
واختتم لانينو تصريحاته بالقول أن “هناك حاجة لتعزيز التدخل الإنساني والدعم من مختلف الحكومات، إلى جانب الأمم المتحدة، لبدء محادثات السلام”.